الأحد، 2 نوفمبر 2014

يوم العلم الإمارتي

تحت راية شامخة، وعلم خفاق، وبيرق للعز، وشارة للقيادة، ولواء للاتحاد، يقف أبناء الإمارات كل صباح، غير أن وقوفهم اليوم مختلف، فاليوم يوم العَلَم. اليوم هو الثالث من نوفمبر، يوم آخر لتجديد الولاء للوطن ورمزه. للعَلَم.

 



 

العَلَم، ما رفعه متفرقون إلا جمعهم، وما تبعه ضالون إلا أرشدهم، ولا تمسك به محاربون إلا كان سبيلاً إلى نصرهم، وهذا أمر يصدقه الواقع قديمه وحديثه. ففي الحروب القديمة، كانت السيوف تتشابك والأعين ترنو إلى الشارة، فالجندي صامد ما دام علمه شامخاً، والجيش بخير ما دامت رايته مرفوعة، والنصر قريب ما دام اللواء معقوداً. وفي التاريخ الحديث لا تقوم لدولة قائمة، ولا تتحق لثورة غاية دون علم وراية.

 



 

هو رمز ومعنى وإيحاء، هو دلالة ودال ومدلول، هو بيان بديع، هو الساكن في القلوب، المتحرك في الوجدان، إذا نظرت إليه مرفرفاً خفاقاً، سوف يرفرف قلبك ويخفق، لن تمتلئ عينك من رؤيته، ولن تصرف بصرك عنه، سوف تشعر أن قامتك ممدودة، وهامتك في السماء، ورأسك يجاوز النجوم، ستستشعر أن صدرك تحتبس فيه أنفاس الوطن بحرية، وتطلق طاقة مدوية للعمل والإنجاز. سوف تقرأ في ألوانه تاريخ الأجداد، وتستشرف مستقبل الأجيال في آن واحد. وسوف تتموج مشاعرك مع انعطافاته ما بين إباء وفرح وفخر وحماسة وشموخ.

 



 

وإذا كانت الشعوب تحتفل بأيامها وتساهم فيها، فإن القيادات هي من تصنع تلك الأيام، سهم أخرق من جساس بن مرة صنع أيام البسوس، وسباق بين سيدين وفرسين جعل للعرب أيام داحس والغبراء، وما أكثر السهام الخرقاء والنزوات الحمقاء، ولذا فإن أيام العرب كثيرة، ومفهومها مرتبط في تاريخهم بالحروب. أما حين تكون القيادات ذات نظرة ثاقبة، وتفكير يخترق المنظور، وروح تحب السلام وتطلب الريادة فإن الأيام تصنع لتحيي الأمم لا لتفنيها، وتطور القيم لا لتهدمها، ولذا كان يوم العلم، ولذا كان مرتبطاً بيوم علم لرجل علم في أمة ستكون علماً بين الأمم.

 



 

لن يكون الثالث من نوفمبر كسواه من الأيام، سوف يرتفع العلم فوق المباني، وسوف تعجز الألفاظ عن حمل المعاني، سوف تخرج دروس التربية الوطنية من القاعات الدرسية في المؤسسات التعليمية لتكون كل فعالية مجتعية واحتفال أسري درساً في حب الوطن، وسيكون يوم العلم تهيئة حافزة لدرس لا يقل أهمية هو الثاني من ديسمبر.

 
 

هناك تعليق واحد: